File:الكامل في شهرة حديث الميت يعذب بما نيح عليه عن سبعة من الصحابة وإنكارهم علي عائشة.pdf

العربية: يقول المؤلف : بعد كتابي الأول ( الكامل في السُّنن ) ، أول كتاب علي الإطلاق يجمع السنة النبوية كلها ، بكل من رواها من الصحابة ، بكل ألفاظها ومتونها المختلفة ، من أصح الصحيح إلي أضعف الضعيف ، مع الحكم علي جميع الأحاديث ، وفيه ( 60.000 ) أي 60 ألف حديث ، آثرت أن أجمع الأحاديث الواردة في بعض الأمور في كتب منفردة ، تسهيلا للوصول إليها وجمعها وقراءتها .

في الكتاب السابق من هذه السلسلة رقم 26 / ( الكامل في شهرة حديث يقطع الصلاة الكلب والمرأة والحمار ، عن سبعة من الصحابة عن النبي وجواب عائشة علي نفسها ) ،

بينت أن حديث ( يقطع الصلاة الكلب والمرأة والحمار ) الذي أنكرته عائشة سمعه سبعة من الصحابة عن النبي ولم يسمعه أبو هريرة وحده ، حتي إن قيل أخطأ في السماع فهل أخطأ صحابيان ؟ هل أخطأ ثلاثة ؟ هل أخطأ السبعة كلهم في سماع الحديث وسمعته عائشة وحدها علي الوجه الصحيح ؟

بل وبينت أن عائشة نفسها سمعت الحديث بعد ذلك بأذنها مباشرة من النبي نفسه فلم تملك إلا أن تقول ( يا رسول الله قُرِنّا بدواب سوء ) ، وهذا يبين لك قدر هذا الإنكار ،

وقد تكرر هذا الأمر في عدة أحاديث ، ولا أدري ماذا يبقي من الأحاديث بعد أن تظن أن كل حديث يسمعه الصحابة علي الوجه الخطأ وتسمعه عائشة وحدها كل مرة علي الوجه الصحيح .

وفي كتاب رقم 87 ( الكامل في شهرة حديث الشؤم في الدار والمرأة والفرس عن تسعة من الصحابة عن النبي وإنكارهم علي عائشة ) بينت أن هذا الحديث رواه تسعة من الصحابة عن النبي وهم ابن عمر وجابر وأبو هريرة وسهل الساعدي وبريدة وأنس وسعد بن أبي وقاص وأبو الدرداء وأبو سعيد الخدري .

وهنا نفصّل في حديث ( الميت يُعَذَّبُ بما نبيح عليه ) وبيان أن الحديث لم يتفرد به ابن عمر ، بل رواه ( 6 ) ستة غيره من الصحابة كما رواه هو ، وأن الحديث ورد من ( 16 ) طريقا مختلفا إلي النبي ، وهذا يصل إلي حد الشهرة عند الكل وإلي حد التواتر عند البعض ،

فإن سلمنا جدلا أن ابن عمر أخطأ في سماع الحديث

فهل أخطأ أيضا أبو هريرة في سماعه ؟

وإن سلمنا جدلا أن أبا هريرة وابن عمر سمعاه علي الوجه الخطأ

فهل أخطأ أيضا في سماعه المغيرة بن شعبة ؟

وإن سلمنا جدلا أن أبا هريرة وابن عمر والمغيرة سمعوه كلهم علي الوجه الخطأ ، وهذا كثير حتي علي وجه التسليم جدلا ، فهل أخطأ السبعة كلهم في سماع الحديث وسمعته عائشة وحدها علي الوجه الصحيح ؟!

والحديث رواه عن النبي عمر بن الخطاب وأبو هريرة وسمرة بن جندب وابن عمر وحفصة والمغيرة بن شعبة وعمران بن حصين ،

ورواه أيضا أبو موسي الأشعري وأنس بن مالك إلا أنهما يرويانه عن عمر وعن ابن عمر لذا آثرت ألا أعدهما ممن سمع الحديث مباشرة من النبي ، وإن كان هذا لا يمثل فرقا في ثبوت الحديث بل يزيده تأكديا وثبوتا ، لكن دعنا علي سبيل التنزل لا نعدهما في رواة هذا الحديث من الصحابة .

ولا أدري ماذا يبقي بعد أن يخطئ الصحابة في سماع كل حديث من النبي وتسمعه عائشة وحدها كل مرة علي الوجه الصحيح !

وبهذه الأحاديث الثلاثة السابقة فقط تكون عائشة أنكرت علي ( 17 ) سبعة عشر صحابي أنهم يخطئون في سماع حديث من بضع كلمات عن النبي وتسمعه هي وحدها علي الوجه الصحيح كل مرة ! ، وهم :

1_ عمر بن الخطاب

2_ المغيرة بن شعبة

3_ عمران بن حصين

4_ عبد الله بن عمر

5_ حفصة بنت عمر

6_ سمرة بن جندب

7_ أبو هريرة

8_ أبو ذر الغفاري

9_ عبد الله بن عباس

10_ أنس بن مالك

11_ الحكم الغفاري

12_ سهل بن سعد

13_ جابر بن عبد الله

14_ بريدة بن حصيب

15_ أبو سعيد الخدري

16_ أبو الدرداء

17_ سعد بن أبي وقاص

وأذكر هنا قول الصحابي زيد بن ثابت إذ قال ( نحن أعلم برسول الله من عائشة ) وصدق ، بل ولم تكن تنكر في مسائل أحاديث مسموعة فقط ، بل وأحيانا كانت تنكر في أمور لا ينبغي لها العلم بها أصلا ، إذ أنكرت علي من قال أن النبي بال قائما وقالت من أخبركم أن النبي بال قائما فقد كذب ،

مع أن عددا من الصحابة قالوا أن النبي بال قائما وأنهم رأوه ، وهم أعلم بذلك وخاصة في مسألة كهذه ، إذ هي في حجرتها أكثر الوقت ، حتي في الخروج والسفر فهي في هودجها ، أما الصحابة فهم مع النبي في كل حين في مسجده وخروجه ومسيره وسفره وكل أمره ، فيمكنهم معرفة ذلك بسهولة ، أما عائشة فكيف تري ذلك وهي في حجرتها وهودجها ، ولعلي أفرد هذا الحديث في كتاب مستقل وبيان من رواه من الصحابة ،

بل إن ذلك أوقع أمورا في نفوس بعض الناس إلا أنَّا لا نقول إلا كما قال زيد بن ثابت إذ قال ( يغفر الله لعائشة نحن أعلم برسول الله من عائشة ) كما روي أحمد في مسنده ( 21101 ) والطبراني في مسند الشاميين ( 2142 ) وغيرهم .