File:الكامل في اسانيد وتصحيح حديث من زار قبري وجبت له شفاعتي ومن صححه من الأئمة.pdf

العربية: يقول المؤلف : بعد كتابي الأول ( الكامل في السُّنن ) ، أول كتاب علي الإطلاق يجمع السنة النبوية كلها ، بكل من رواها من الصحابة ، بكل ألفاظها ومتونها المختلفة ، من أصح الصحيح إلي أضعف الضعيف ، مع الحكم علي جميع الأحاديث ، وفيه ( 60.000 ) أي 60 ألف حديث ، آثرت أن أجمع الأحاديث الواردة في بعض الأمور في كتب منفردة ، تسهيلا للوصول إليها وجمعها وقراءتها .

روي الخلعي في الفوائد الحسان الصحاح ( 69 ) عن ابن عمر عن النبي قال من زار قبري وجبت له شفاعتي . 

قال الذهبي في تاريخ الإسلام ( 11 / 212 ) بعد هذا الحديث ( في الباب من الأخبار اللينة ما يقوّي بعضه بعضا ) وصدق ،

وقال السيوطي في مناهل الصفا / 1115 ) بعد هذا الحديث ( له طرق وشواهد حسّنه الذهبي لأجلها ) ولم ينكره ،

وقال الملا القاري في شرح الشفا ( 2 / 150 ) عن هذا الحديث ( صححه جماعة من أئمة الحديث ) ،

وقال السندي في حاشيته علي سنن ابن ماجة ( 2 / 268 ) ( زيارة النبي من أفضل الطاعات وأعظم القربات لقوله من ‌زار ‌قبري وجبت له شفاعتي ، رواه الدارقطني وغيره وصححه عبد الحق ،

ولقوله من جاءني زائرا لا تحمله حاجة إلا زيارتي كان حقا علي أن أكون له شفيعا يوم القيامة ، رواه الجماعة منهم الحافظ أبو علي بن السكن في كتابه المسمى بالسنن الصحاح ، فهذان إمامان صححا هذين الحديثين وقولهما أولى من قول من طعن في ذلك ) 

وقال السخاوي في المقاصد الحسنة ( 1125 ) ( قد صنف السبكي ( شفاء الأسقام في زيارة خير الأنام ) ) ، ومراده فيه رد دعوي ابن تيمية وضع أحاديث الزيارة النبوية ، وانتصر له ابن عبد الهادي في ( الصارم المنكي ) وتعنت فيه علي الرواة تعنتا شديدا ،

وهذه عادة ابن تيمية في كلامه علي بعض الأحاديث وشدته البالغة في جرح الرواة ، ويحضرني ها هنا حديث ( أنا مدينة العلم وعليٌ بابها ) فالحديث صححه الأئمة الطبري والحاكم والسخاوي وابن حجر والزركشي والعلائي والهيتمي والسيوطي وغيرهم ،

فإذا بابن تيمية يقول هو موضوع مكذوب كليا ، فلم يقل هو حديث ضعيف وتكون قريبة هينة ، بل مكذوب كليا ، وصار عشرات الرواة كذبة علي النبي ، وصار كل من صحح الحديث جهّال أغبياء يكذبون علي النبي ،

ولشهرة ابن تيمية وإعجاب بعض الناس بعدد من أقواله وإشهارها بين الناس صارت أقواله معروفة مشهورة ، حتي كاد الناس لا يعرفون في عدد من المسائل وأمثال هذا الحديث إلا قول ابن تيمية حتي إن خالفه عشرات الأئمة وأنكروا عليه ،

وقد أفردت هذا الحديث وأسانيده في كتاب منفرد ، وهو كتاب رقم ( 2 ) من هذه السلسلة ( الكامل في أسانيد وتصحيح حديث الإيمان معرفةٌ وقولٌ وعمل ، وحديث النظر إلي وجه عليِ عبادة وبيان معناه ، وحديث أنا مدينة العلم وعليٌ بابها وتصحيح الأئمة له ) ،

وفي هذا الكتاب أفرد أسانيد حديث ( من زار قبري وجبت له شفاعتي ) وبيان أنها طرق مقبولة لا بأس بها وتثبت أن للحديث أصلا عن النبي ، وأنه علي التنزل تصير ضعيفة فقط وليست متروكة فضلا عن أن تكون مكذوبة ،

وأخيرا أذكر قول واحد من أشد الناس في الحكم علي الأحاديث وأكثرهم تعنتا لدرجة أنه تكلم في ابن المديني وذكره في الضعفاء ، حتي قال عنه الذهبي ( أما لك عقل يا عقيلي ! أتدري فيمن تتكلم ! ) ، نعم هو أبو جعفر العقيلي ،

ماذا قال عن هذا الحديث ؟ بعد أن ذكر أحد روايات الحديث في كتابه الضعفاء الكبير ( 3 / 457 ) قال ( وهذا يُروي بغير هذا الإسناد من طريق أيضا فيه لين ) ،

فهذا الذي بلغ تشدده وتعنته حتي تكلم في الإمام ابن المديني لم يستطع إلا أن يقول أن طرق الحديث لينة فقط ، أي ضعيفة ، فلا أدري من يقول أنها مكذوبة كليا ماذا يكون موضعه من التشدد والتعنت .